قفزة غير متوقعة في الاستثمار في الشركات الناشئة في الشرق الأوسط خلال شهر يوليو 2024

الرواد للاستثمارات العالمية – شهد قطاع الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انتعاشًا قويًا في يوليو 2024، حيث تمكنت 38 شركة ناشئة من جمع 355 مليون دولار من التمويل، مما يمثل زيادة بنسبة 206% مقارنة بالشهر السابق، وارتفاعًا بنسبة 260% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.

رغم التحديات الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية الإقليمية، بما في ذلك التوترات بين إسرائيل وإيران، أظهرت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في المنطقة مرونة ملحوظة. ومع قرب اتخاذ الاحتياطي الفدرالي الأمريكي قرارًا بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، بدأت بوادر التفاؤل تظهر في الأفق، حيث يُتوقع أن يسهم هذا القرار في إعادة ضخ السيولة والاستثمارات في الأسواق العالمية.

على صعيد التمويل، ظلت نسبة التمويل بالديون أقل من 1% من إجمالي التمويل الذي تم جمعه خلال الشهر الماضي، مما يدل على بداية انتعاش واضح في الاستثمار في قطاع التكنولوجيا في المنطقة بعد فترة من التراجع في بداية العام.

الشركات المصرية تتصدر المشهد الشركات المصرية حققت أكبر قدر من التمويل في يوليو، حيث جمعت 185 مليون دولار عبر 7 صفقات، من ضمنها صفقة كبيرة بقيمة 157.5 مليون دولار لشركة “إم إن تي حالاً”. هذا يعتبر ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالشهر السابق الذي شهد جمع 15 مليون دولار فقط من خلال 4 صفقات. في المركز الثاني، جاءت الإمارات العربية المتحدة، حيث جمعت 12 شركة ناشئة هناك ما مجموعه 96 مليون دولار.

وعلى الرغم من التراجع النسبي، احتلت عمان المركز الثالث بفضل جولة تمويلية كبيرة بقيمة 37 مليون دولار لشركة “44.01”. أما السعودية فقد تراجعت إلى المركز الرابع بعد انخفاض الاستثمار في شركاتها الناشئة إلى 31 مليون دولار موزعة على 7 صفقات.

قطاع التكنولوجيا المالية يستقطب المستثمرين

لا يزال قطاع التكنولوجيا المالية يحظى بجاذبية كبيرة، حيث استقطب تمويلاً بقيمة 181 مليون دولار لـ 16 شركة ناشئة. وجاء قطاع تقنية الويب 3 في المرتبة الثانية مع جمع شركتين تمويلًا بقيمة 85 مليون دولار. كما شهدت قطاعات التكنولوجيا العميقة والنظيفة قفزة ملحوظة بفضل صفقات كبيرة لشركتي “انتلماتيكس” و”44.01″. واستمر قطاع التجارة الإلكترونية في جذب الاهتمام، حيث جمعت 6 شركات ناشئة تمويلًا بقيمة 15.7 مليون دولار.

وتوجهت الاستثمارات في يوليو بشكل رئيسي إلى الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، حيث ذهبت الحصة الأكبر إلى الشركات في مرحلة البذرة، مع جمع 8 شركات تمويلاً بقيمة 96 مليون دولار. كما تم إغلاق 8 صفقات تمويل من السلسلة “أ” بقيمة 91.7 مليون دولار، بينما جمعت 5 شركات في مرحلة ما قبل البذرة تمويلاً متواضعاً بقيمة 1.8 مليون دولار.

ومن حيث نماذج الأعمال، حافظ نموذج الأعمال بين الشركات (B2B) على جاذبيته، حيث تمكنت 27 شركة تعتمد هذا النموذج من جمع 345 مليون دولار. في المقابل، جمعت 9 شركات تعتمد نموذج الأعمال بين الشركات والأفراد (B2C) ما مجموعه 8 مليون دولار.

الشركات التي أسستها سيدات

لا تزال تواجه تحديات رغم التقدم في جوانب متعددة، لا يزال التمويل الموجه للشركات الناشئة التي أسستها سيدات محدوداً، حيث بلغ 270 ألف دولار فقط لشركتين. من ناحية أخرى، جمعت 4 شركات أسسها رجال ونساء معًا تمويلًا قدره 20.5 مليون دولار، بينما استحوذت الشركات التي أسسها رجال على النسبة الأكبر من التمويل.

الاندماجات والاستحواذات في يوليو

شهد شهر يوليو نشاطًا في صفقات الاندماج والاستحواذ، خصوصًا في الإمارات. وشملت الصفقات البارزة استحواذ شركة “كوين دي سي إكس”، وهي أكبر بورصة للعملات المشفرة في الهند، على شركة “بت أويسس”، بالإضافة إلى استحواذ مجموعة “مولير آند فيبس ميدل ايست” على شركة “باور ليج جيمنج”، واستحواذ شركة “مجرة” المتخصصة في المحتوى العربي على شركة “لَبلِب” للذكاء الاصطناعي.