خريطة العمالقة.. تعرف على الشركات العربية الناشئة الأكثر تمويلاً في عام 2021

الشركات العربية الناشئة

الشركات العربية الناشئة

شركة الرواد للاستثمارات العالمية – بلا مبالغة، يمكن القول إن خريطة اللعب في مجال ريادة الأعمال عالميا وعربيا قبل جائحة كورونا كانت على صورة، وبعدها أصبحت على صورة أخرى مختلفة تماما. فبعد انتشار الجائحة في الربع الأول من عام 2020 ودخول العالم كله للمرة الأولى في حالة الإغلاق الشامل، وتغيُّر نمط الحياة بأنشطتها كافة، شهد عالم الشركات الناشئة صعودا هائلا في تمويل المشاريع التي تتوافق مع نمط الحياة الجديد.

منصات التعليم عن بُعد، والتجارة الإلكترونية بأنواعها كافة خصوصا البقالة الإلكترونية، وخدمات التوصيل السريع، وأدوات العمل عن بُعد، والتقنية المالية (Fin tech)؛ خمسة مجالات أساسية شهدت الاندفاع الأكبر في جولات التمويل والاستثمار الجريء في دول العالم كافة، ولم تكن المنطقة العربية بعيدة عن ذلك، حيث شهدت المنطقة نموا متسارعا في تمويل هذه الصناعات خاصة خلال عام 2020، واستمرت جولات الاستثمار أكثر خلال العام الحالي 2021.

هنا نُسلِّط الضوء على أكثر الشركات العربية الناشئة التي حصلت على جولات تمويل خلال العام الحالي 2021 فقط، وفقا لقائمة أصدرتها مجلة فوربس الشرق الأوسط، نتعرَّف من خلالها على اللاعبين الكبار في عالم ريادة الأعمال العربي ممن حصلوا على جولات استثمار جريء كبرى خلال الثلث الأول من هذا العام، ودلالة هذه الاستثمارات الضخمة في نمو هذه المجالات الناشئة في المنطقة.

شركة “عزوم” (Azom) السعودية هي شركة ناشئة مُتخصِّصة في قطاع تصميم المنتجات الرقمية الذكية وتطويرها، خصوصا الهواتف الذكية، تأسست في المملكة العربية السعودية بواسطة رائد الأعمال محمد المنجم عام 2018. استطاعت الشركة لفت الأنظار بعد إعلانها عن إصدار هاتفها الجديد “عزوم الصحراء 2” (AzomDesert 2) الذي يعمل بواجهة مستخدم مُطوَّرة باسم إبراهيم (Ibrahim UI). من خلال هاتفها الجديد، استهدفت الشركة الفئة المتوسطة من المستهلكين في السوق السعودي.

أصدرت “عزوم” هاتفها نهاية عام 2020، ونجح في تحقيق مبيعات كبرى في السوق المتوسطة السعودية، بارتفاع وصل إلى 400% خلال الربع الأول من العام الجاري 2021. وفي فبراير/شباط من هذا العام، أعلنت “عزوم” أنها حصلت على تمويل بقيمة 9.5 ملايين دولار بواسطة شركة عصر الجوال السعودية التي تعمل في مجال توكيلات وتوزيع الجوالات في المملكة، مما رفع إجمالي التمويلات المباشرة التي حصلت عليها الشركة إلى 10.7 ملايين دولار.

هذا التمويل جعل الشركة السعودية تُصنَّف باعتبارها واحدة من أكبر 10 شركات عربية ناشئة حصلت على تمويلات كبيرة خلال الربع الأول من العام الجاري.

 شركة “service my car” هي شركة ناشئة تأسست عام 2018 في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة على يد رائد الأعمال عزيز بودا، مُستهدِفة إدخال التحوُّل الرقمي إلى مجال خدمات إصلاح السيارات وصيانتها، بإتاحة خدمات الحجز كافة عبر الإنترنت، حيث يُقدِّم التطبيق الرقمي مجموعة من الخدمات تشمل: حجز الخدمة عبر الإنترنت، استلام السيارات وإصلاحها وصيانتها ثم تسليمها في التوقيت والمكان المناسبين، كما تُتيح الشركة للمستخدمين تتبُّع مراحل عملية الإصلاح ومستوى تطوُّرها.

منذ تأسيسها، قدَّمت الشركة خدماتها لأكثر من 10 آلاف سيارة، مُحقِّقة نموا كبيرا في عامها الأول بنسبة 200%، ارتفع إلى 300% في العام التالي، وهو ما أدَّى إلى حصولها على تمويل تأسيسي كبير بقيمة 10 ملايين دولار بواسطة مجموعة بهوان العمانية بنهاية الربع الأول من عام 2021. 

الشركة الناشئة التي استطاعت أن تحجز مكانا لها في قائمة أكثر 10 شركات عربية ناشئة حصلت على جولة تمويلية كبيرة خلال الربع الأول من هذا العام، وتستهدف أن تستغل هذا التمويل في تطوير عملياتها في الإمارات والتوسُّع في دول التعاون الخليجي.

تطبيق “كوفي” (Cofe) هو شركة ناشئة كويتية تأسست عام 2017 بواسطة رائد الأعمال الكويتي علي الإبراهيم، ويعتبر بمنزلة سوق إلكتروني مُتخصِّص في مجال القهوة بالتحديد، ويلعب دور الوسيط بين العملاء وبين كبار المقاهي في الكويت مثل “كوفي بين” و”كوستا كافيه” و”دانكن”، وغيرها من العلامات التجارية الشهيرة في صناعة القهوة، وتُقدِّم المنصة أيضا خدمات البيع لمحامص القهوة والمتاجر المُتخصِّصة في بيع آلات صناعة القهوة.

منذ تأسيسه، نجح التطبيق في بيع أكثر من مليون كوب قهوة، وهي طفرة مبيعات كبرى قادته للحصول على جولة تمويلية ضخمة بقيمة 10 ملايين دولار في إبريل/نيسان عام 2021 بواسطة مجموعة الامتياز للاستثمار، ليرتفع إجمالي الجولات التمويلية التي حصلت عليها الشركة الكويتية الناشئة إلى نحو 15.5 مليون دولار.

المنصة المسؤولة عن تشغيل تطبيق “كوفي” قالت إنها سوف تستغل هذا التمويل في التوسُّع في أسواق جديدة في المنطقة العربية تشمل السوق القطري والبحريني والعماني والمصري، وتطوير خدماتها في أسواق الكويت والسعودية وبريطانيا والإمارات، وأيضا التوسُّع في الأسواق الإقليمية مثل السوق التركي.

“بوابة ترابط” (Tarabut Gateway) هي شركة ناشئة تأسست عام 2017 بواسطة رائد الأعمال عبد الله المؤيد في مملكة البحرين، وتوسعت لتنقل نشاطاتها الرئيسية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتتخصَّص المنصة في تقديم بنية تحتية تعاونية ومنصة مشتركة للبنوك تُمكِّنهم من تقديم حلول دفع للعملاء بسرعة وكفاءة عالية.

المنصة توسعت في مناطق البحرين كافة بداية من عام 2018، وتعاونت مع عدد كبير من البنوك، ودخلت إلى السوق الإماراتي في نهاية عام 2020، مما ساعدها أخيرا على إغلاق جولة تمويلية كبيرة بقيمة 13 مليون دولار في فبراير/شباط 2021، بواسطة عدد من شركات الاستثمار الجريء في المنطقة مثل “تارجت غلوبال” و”كينجزواي” و”مجموعة الزامل للاستثمار” و”غلوبال فينتشرز”، وغيرها من شركات الاستثمار المُتخصِّصة في مجال التقنية المالية “فينتك” (Fintech).

تقول المنصة إنها سوف تستغل هذا التمويل الكبير في زيادة أعضاء فريقها بضم أكثر من 40 موظفا جديدا، وتطوير خدماتها المالية لتشمل عددا أكبر من الدول بالتحديد في منطقة الخليج التي تشهد نموا متسارعا في مجال التقنية المالية، وأيضا التوسُّع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

“باي موب” (Pay Mob) هي شركة ناشئة مصرية تأسست عام 2015 بواسطة رواد الأعمال إسلام شوقي وآلان الحاج ومصطفى منسي، وهي منصة مُتخصِّصة في مجال المدفوعات الرقمية شهدت نموا سريعا خلال الفترة الماضية في ظل الصعود الكبير لمجال التقنية المالية “فينتك” (Fintech) في مصر.

المنصة تُقدِّم خدمة الدفع الإلكتروني للمتاجر المختلفة سواء المُتخصِّصة في التجارة الرقمية أو المتاجر التقليدية خارج الإنترنت، بحيث تُمكِّن أصحاب المتاجر من استقبال المدفوعات من العملاء بطرق دفع مختلفة. أصبحت المنصة من أكثر المحافظ الرقمية نشاطا في مصر، وتوسعت خدماتها لتشمل أسواقا أخرى مثل كينيا وباكستان وفلسطين بأكثر من 12 مليون مستخدم و150 ألف وكيل.

في عام 2020، وبسبب جائحة كورونا، حققت المنصة زيادة هائلة في عدد مستخدميها بنسبة 450% بعد انضمام عدد كبير من التجار لخدماتها الرقمية، وهو ما جعلها تحصد تمويلا بقيمة 3.5 ملايين دولار في صيف عام 2020، قبل أن تحصد جولة تمويلية كبرى بقيمة 18.5 مليون دولار في إبريل/نيسان 2021 من غلوبال فينتشرز الإماراتية و”A15″ لدعم الشركات التقنية وبنك تنمية ريادة الأعمال الهولندي، في واحدة من أكبر جولات التمويل التي شهدتها المنطقة خلال العام الجاري.

شركة “فودكس” هي شركة ناشئة سعودية مُتخصِّصة في أنظمة إدارة المطاعم القائمة على التقنية السحابية، تأسست عام 2014 بواسطة رواد الأعمال أحمد الزيني ومصعب العثماني، وحصلت المنصة على ترخيص من البنك المركزي السعودي لتقديم خدماتها في توفير نظام إدارة شامل لتشغيل المطاعم، مثل عمليات البيع وإدارة الطلبات وقوائم الطعام وقبول المدفوعات، وغيرها من الخدمات الرقمية المتعلقة بإدارة المطاعم.

حتى الآن، خدمت شركة “فودكس” أكثر من 10 آلاف علامة تجارية من خلال 50 ألف نقطة بيع، كما تمكَّنت الشركة من التوسُّع ودخول السوق المصري مؤخرا، بعدما تمكَّنت من نشر خدماتها في السوق السعودي، وتسعى الشركة لدخول أسواق عديدة حيث تستهدف بخدماتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كاملة.

هذا النمو السريع والكبير الذي حققته الشركة قادها إلى الإعلان عن حصولها على جولة تمويلية كبرى بقيمة 20 مليون دولار في مطلع فبراير/شباط من العام الحالي 2021 بقيادة مجموعة من صناديق الاستثمار الجريء الشهيرة في المنطقة على رأسها سنابل للاستثمار و”STV” وصندوق تقنية و”500 startups” وإنديفور وغيرها. هذا التمويل الكبير يرفع إجمالي الجولات التمويلية التي حصلت عليها “فودكس” منذ تأسيسها إلى 28.5 مليون دولار.

ثاني شركة في هذه القائمة ذات صلة بقطاع المطاعم التي تقوم على التقنية السحابية، وواحدة من أكبر الشركات الناشئة العربية التي تلقَّت جولة تمويلية كبيرة خلال الثلث الأول من العام الحالي بقيمة 20 مليون دولار، ليرتفع إجمالي التمويل الذي حصلت عليه إلى 32 مليون دولار وتصبح واحدا من اللاعبين الكبار في سوق المطابخ السحابية الناشئة شديد التنافسية في المنطقة.

تأسست “أيكون” (iKcon) عام 2019 في دولة الإمارات بواسطة رائدَيْ الأعمال كريم أبو غزالة وخالد بعارة. المنصة تُقدِّم خدمات الطبخ وتوصيل الطعام، مُستهدِفة شرائح العملاء الذين يتناولون الطعام عبر توصيل الطلبات فقط (المطاعم السحابية تعني المطاعم التي تُقدِّم خدماتها للجمهور عبر التوصيل فقط دون أن تفتح لهم الأبواب لتناول الطعام على طاولاتها الداخلية)، ولديها حتى الآن 15 مطبخا في الإمارات، وتنوي افتتاح خدماتها في السوق السعودي خلال هذا العام، ولديها أيضا خطط للدخول إلى أسواق عربية ليصل عدد مطابخها السحابية في المنطقة إلى 50 مطبخا.

منصة “Lyve” الناشئة هي منصة مُتخصِّصة في خدمات التوصيل مقرها الإمارات، تأسست عام 2016 بواسطة رائدَيْ الأعمال حسن حلس ووليد منيمة. المنصة تُقدِّم خدمات نقل سريع مُتطوِّر، حيث تُمكِّن مستخدميها من متابعة أداء أسطولها، وكذا تُتيح العمليات اللوجستية بالكامل من طرف العميل. تُقدِّم المنصة خدماتها في 10 دول حول العالم، وتشمل العديد من المجالات مثل التجارة الرقمية والأطعمة والمشروبات والبقالة والأدوية وغيرها.

المنصة التي حوَّلت اسمها من “one click” إلى “Lyve” في صيف عام 2020 كانت قد حصلت على جولة تمويلية كبيرة من “MEVP” عام 2018، ثم استطاعت -بحسب فوربس- أن تغلق جولة تمويلية ضخمة بقيمة 35 مليون دولار خلال الربع الأول من هذا العام بواسطة تحالف من المستثمرين من “Faith capital” وصافولا ومجموعة العليان.

واحدة من أسرع الشركات العربية الناشئة نموا وحصدا للتمويلات الضخمة في الفترة الأخيرة، تأسست في الإمارات عام 2016 بواسطة سكي كورتز وروبورت كوبستاس ومحمود عدي، وهي شركة مُتخصِّصة في مجالات الزراعة التقنية، حيث تُنشئ المزارع الذكية لإنتاج الخضراوات والفاكهة، وتستخدم التقنية الخاضعة للرقابة البيئية في مجال الزراعة. منذ تأسيسها، طرحت الشركة منتجاتها في أسواق الإمارات والسعودية والكويت.

تصدرت الشركة رأس قائمة أكبر الشركات العربية الناشئة تمويلا عام 2020 بإجمالي استثمارات تجاوز 135 مليون دولار. وبقدوم عام 2021، استطاعت الشركة حصد جولة تمويلية كبرى إضافية بقيمة 60 مليون دولار، ليرتفع إجمالي التمويلات التي حصلت عليها الشركة إلى 216 مليون دولار، وتصبح واحدة من أضخم الشركات الناشئة تمويلا في المنطقة. الجولة التمويلية الأخيرة خاضها تحالف من المستثمرين المخاطرين على رأسهم وفرة للاستثمار وشعاع كابيتال وصندوق محمد بن راشد.

“تمارا” السعودية جاءت في المركز الأول من قائمة أكثر الشركات العربية الناشئة تمويلا خلال الثلث الأول من عام 2021، وهي منصة رقمية للتقنية المالية تُقدِّم خدمة الشراء الفوري والدفع لاحقا. تأسست عام 2020 في السعودية على يد كلٍّ من عبد المجيد الصيخان، وتركي بن زرعه، وعبد المحسن البابطين.

تضم المنصة أكثر من ألف تاجر في السعودية والإمارات، أبرزهم “Namshi.com Floward”، وتُوفِّر المنصة خدمتين رئيسيتين، وهما الشراء والدفع خلال 30 يوما، أو شراء المنتج مع السداد على ثلاث دفعات خلال شهرين. حقَّقت المنصة نموا كبيرا في الأشهر الستة الماضية، حيث ارتفع عدد المستخدمين الشهريين بنسبة 180%، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة التعاملات بنحو 170%.

وتمكَّنت منصة “تمارا” من إغلاق جولتَيْ تمويل هذا العام، الأولى تمويل بذري (seed fund) (التمويل المبدئي الذي تحصل عليه الشركة عند تأسيسها) في يناير/كانون الثاني في مطلع العام بقيمة 6 ملايين دولار، والثانية في إبريل/نيسان بقيمة 110 مليون دولار، مما جعلها صاحبة أكبر جولة تمويل شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحسب أرشيف جولات التمويل كافة السنوات الماضية. قاد الجولات التمويلية تحالف من المستثمرين على رأسهم “checkout” البريطانية وفيجين فينتشرز وسيدرا وغيرها من صناديق الاستثمار الجريء المُتخصِّصة في التقنية المالية.

في النهاية، ومع كون عام 2021 لم ينتصِف بعد أثناء كتابة هذه السطور، فإنه يمكن القول إن التمويلات الكبرى التي حصلت عليها الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال ثلثه الأول، التي وصل مجموعها إلى 175 مليون دولار خلال شهر إبريل/نيسان، تُشير إلى أن الأشهر المُتبقية من هذا العام سوف تشهد المزيد من جولات التمويل الواعدة للشركات الناشئة التقنية في المنطقة، خصوصا في المجالات التي لاقت ازدهارا كبيرا في فترة انتشار الجائحة وما بعدها.

للمزيد من الأخبار اطلع على صفحة الأخبار الخاصة بالموقع